الجمعة، 2 سبتمبر 2011
الماء ثروة وطنية
المياه مقابل الحياة قال تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي) تعتبر المياه ثروة وطنية لا تقدر بثمن, هذه حقيقة ثابتة, لكن عندما أرى كميات المياه التي يتم هدرها في منازلنا و في دورات المياه و الأماكن العامة اشعر بالخوف من المستقبل و إلى أي مدى سيصل بنا الحال مع الاستمرار في هذا الإهدار.فكلنا نتفق على أن الماء ثروة يجب الحفاظ عليها, و تبذل الحكومة هذه الأيام جهودا جبارة في إيصال الماء العذب لجميع أحياء المدن . و لكن كم هو مؤلم منظر إهدار الماء في المنازل و في المدارس و المراكز و دورات المياه و كأن الجميع اتفقوا على ذلك ! و لماذا لا يتم تفعيل أساليب الترشيد لاستهلاك الماء على سبيل المثال: تقنية أكياس الإزاحة لصندوق الطرد, مرشدات المغاسل, مرشدات المطابخ, مرشدات الاستحمام , أقراص كشف التسريبات.الجدير بالذكر أنه و منذ فترة تقوم وزارة المياه و الكهرباء بحملات متفرقة للدعوة إلى ترشيد استهلاك المياه من خلال ندوات و معارض و نشرات توزع و أيضا أخر ما قرأت نصا بأنها لأول مرة في المملكة ستقوم بتوزيع أدوات لترشيد استهلاك المياه حيث سيتم توزيع حقائب ترشيد مخصصة على المنازل و الشقق و يتم توزيعها بشكل تتابعي على عدة مراحل. و أجدها فرصة لأقدم الشكر لجميع القائمين على تطوير و تقديم أفضل الخدمات لنا, فجزآهم الله خير الجزاء و لكن يجب توزيع نشرات على جميع المستهلكين بضرورة الحفاظ على هذه الثروة و التي هي في خطر يجب أن نخاف من مواجهته على المدى البعيد حسب ما ذكر في الدراسات من الخوف من انخفاض مستوى المياه الجوفية. و لما للأسرة من دور رئيسي في بناء المجتمع فإن للأب بشكل خاص الدور الهام في بناء الأسرة و ذلك بالإشراف عليها وتأمين احتياجاتها المادية, و لا ننسى دور الأم ربة المنزل الدور الأكثر أهمية في نواحي كثيرة وخاصة في موضوع ترشيد استهلاك المياه, كما أن وجود المرأة في البيت يترتب عليه مهام عديدة إضافة إلى مهامها التربوية والاجتماعية الأخرى اتجاه أفراد أسرتها فمثلا" عندما ترى أطفالها يفتحون حنفية المياه لبعض الوقت دون فائدة من واجبها أن تطلب منهم إغلاق الحنفية واستخدامها عند الحاجة فقط ويأتي دورها التربوي الهام في توضيح أسباب ذلك لتغرس فيهم مفهوم المسؤولية والحرص الدائم على الثروات الوطنية و حب الوطن منذ صغر سنهم وتعلّمهم أن هدر المياه باعتبارها ثروة وطنية هامة سيؤدي بهم إلى الهلاك في حال فقدت. و من هذا المنطلق أقترح عمل محاضرات للطلبة في المدارس,و أيضا لا ننسى الأمهات و ربات البيوت فيجب أن يكون لهن نصيب الأسد من هذا الاهتمام بحسن استغلال أوقات فراغهن بما يعود عليهن بالنفع و الفائدة مثل إقامة محاضرات مفيدة لهم عن طرق و أساليب ترشيد المياه و التعريف بمخاطر و أبعاد إهدار المياه على أن يعلن مسبقاً عن هذه المحاضرات بطرق كثيرة عبر منشورات توزع في المدارس و المركز الترفيهي حتى يحرص الجميع على الحضور و تعم الفائدة . فكما أن الحرص على زيادة الوعي لترشيد استهلاك المياه في المنازل و أماكن الخدمات العامة يعد مكمل لذلك.. و لكن لو استمر الوضع هكذا بدون البحث و التوعية وإيجاد الحلول أخشى أن يصل بنا الحال إلى مرحلة حرب مياه بدلا عن حرب الرصاص و هي فعلا حرب فالمياه مقابل الحياة
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)